منتدى egysat
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرضاوي ذلك الطارئ على الخليج العربي

اذهب الى الأسفل

 القرضاوي ذلك الطارئ على الخليج العربي Empty القرضاوي ذلك الطارئ على الخليج العربي

مُساهمة من طرف Dr Admin الخميس 6 فبراير - 15:25


د.علي بن تميم
حين أطلق المدعو يوسف القرضاوي حملته الشعواء ضدّ دولة الإمارات العربية المتحدة، بل ضدّ كل فرد يعيش على أرضها، كشف صراحة عن مبلغ حقده على هذه الدولة التي وقفت بصلابة ضدّ مؤامرة التنظيم الدولي للإخوان، ليس في الخليج فحسب، بل في الشرق الأوسط بأسره.

وبصفته القيادية في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لم يستطع القرضاوي كظم غيظه وهو يرى مملكة الإخوان الكرتونية تتهاوى أمام ناظريه، فكان لابدّ من شنّ هذا الهجوم غير المسبوق، حيث يقوم من يدّعي لنفسه دور رجل الدين بتكفير بلد في دعوة صريحة لمرتزقته من "الجهاديين" لكي يهاجموا هذا البلد بما أنه "دار حرب" وجب قتالها والاقتصاص منها.

لكنّ الأمور لا تقف عند هذا الحدّ، والقرضاوي لا يتصرف فحسب من منطلق العاطفة، وإن كان مسكوناً بالحقد والكراهية، بل إنه كان يدرك جيداً حين شنّ هجومه على الإمارات، ثم على السعودية، انطلاقاً من بلد خليجي وعربي هو قطر، وانطلاقاً (في حالة الإمارات) من أحد منابر هذه الدولة، وعلى شاشته الرسمية، كان يدرك جيداً ماذا يفعل، بل جاءت خطوته هذه انطلاقاً من خطّة مرسومة تتجاوز مجرد تشويه الإمارات، باتجاه نشر الفتنة بين دول المنطقة، والأخطر بين شعوبها، بحيث تترك له ولأتباعه الساحة والمساحة لالتقاط الأنفاس، ورص الصفوف الإخوانية ثانية، والشروع مرة جديدة ببناء الجبهة الإخوانية، مستفيداً من أيّ نزاع محتمل بين أيّ دولتين خليجيتين.

لكنّ الكلام المهم الذي أطلقته الخارجية القطرية، أيضاً عبر التلفزيون الرسمي، ثم عبر حساب الخارجية الرسمي، جاء ليقضي على هذه المحاولة في مهدها، وليضع النقاط على الحروف. فبصرف النظر عن أية مكانة قد يتمتع بها القرضاوي في قطر، إلا أن الدولة القطرية تنبّهت بجلاء إلى الخطر الذي بات يمثله القرضاوي وجماعته على استقرار دول الخليج وأمنها والعلاقات الأخوية التاريخية التي تربطها ببعضها.

أجل، قد تختلف دول الخليج حول الكثير من الملفات، وقد يصل الخلاف في الرأي أحياناً حدّ التضاد التام، وفقاً لقراءة كلّ دولة من دول مجلس التعاون، وفهمها الخاص للأمور، غير أن جميع هذه الدول تتفق على ألا يصل هذا الخلاف إلى حدّ النزاع أو لا سمح الله الافتراق، وهو إن حدث لن يكون في مصلحة أحد، سوى التنظيم الدولي للإخوان، وكل من لا يريد الخير لدول المنطقة وشعوبها.

ومن هنا لابدّ من الثناء على الموقف الحكيم الهادئ لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تسير على نهج الراحل الكبير المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي كان من أوائل المنادين والمكافحين في سبيل تحقيق الوحدة الخليجية، ومن أشدّ الحريصين على أن تسود دوماً لغة التفاهم والحوار والأخوة بين دول مجلس التعاون، إدراكاً منه للروابط الأخوية التاريخية التي تربط بين شعوب هذه الدول، كما للتحديات المشتركة التي تواجهها. وقد جاء الردّ الصريح حملة القرضاوي المغرضة ليعاود تأكيد أن دول الخليج العربي لم تفقد بوصلتها، بل ربما لم تكن هذه البوصلة يوماً أكثر وضوحاً مما هي عليه اليوم، مع تزايد المخاطر الإخوانية والمنحى الإرهابي الذي بدأ هذا التنظيم يسلكه في أكثر من مكان.

وبصرف النظر عن عمق المؤامرة الإخوانية وامتدادها التاريخي، فإنها وكلّ من يمثلها طارئون على منطقة الخليج العربي، غرباء عنها، دخلاء عليها، وعاجزون عن فهم حجم وطبيعة الروابط التاريخية بين شعوب الخليج، وبالتالي فلن يكون سهلاً على التنظيم الدولي، ومهما توهم أنه يمتلك من الأوراق ليستخدمها لصالحها، شقّ الصف الخليجي، أو زرع بذور فوضى مقبلة، فشعوب المنطقة وحكامها اليوم أكثر تيقظاً من أيّ وقت مضى، وسوف تثبت الأيام أن هذه العلاقات والأواصر هي الأقوى والأكثر ثباتاً على طارئ زائل يدعى تنظيم الإخوان المسلمين.
Dr Admin
Dr Admin
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى

ذكر عدد المساهمات : 799
نقاط : 43612
تاريخ الميلاد : 13/01/1988
تاريخ التسجيل : 22/11/2012
العمر : 36
الموقع : مصر

https://egysat.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى