خش وشوف دليل نفاق القرضاوى

من عادة الشيخ القرضاوي.. أن يأتينا كل جمعة بخطبة.. يطاول فيها من آهاته.. ويبكى بكاء عزة.. على الإسلام الذى ضاع فى مصر.. ويتنقل فى الكلام عن الفقه والسنة من دكان لدكان ينتقى ما شاء له من العظات التى لا تنصلح أحوال المصريين إلا بها.. وباتباعها.. ولا يدع لنفسه حدا فى ممارسة كل ألوان التعنيف.. والتقريع والسب.. والتوبيخ.. والقذف وقلة الأدب.. كى يكون أجره عند الله مضاعفا يوم القيامة!
والطريف فى الموضوع أن الشيخ القرضاوى تخصص فى توجيه السباب لمصر.. وحدها.. ولشعبها وحكامها.. واختياراتها الوطنية.. ولم يوجه هذه العظات والنصائح السماوية.. لحكام الإمارة القطرية.. ولو مرة واحدة.. من باب التفنن فى أساليب النصب والاحتيال.
لم يوجه القرضاوى أى نقد.. ولو بالإشارة لحكام قطر ولا لجيشها ولم يطالب جنودها بعدم إطاعة أوامر الضباط.. ولا بتكوين جيش قطرى حر.. على غرار الجيش السورى الحر، ولم يصف جنود أمريكا فى القاعدة العسكرية بأنهم من الكفار.. وأن القتال ضدهم.. هو قتال ضد الكفار.. وكل من يسقط فى هذا القتال فهو شهيد.. ولم نسمع أن القرضاوى بكل ما يتمتع به من خسة ونذالة فقد وجه اللوم والعتاب لأمير قطر عندما قام بزيارة لإسرائيل منذ عدة أسابيع لتفقد سير العمل فى بناء عشرين مستوطنة إسرائيلية بأموال قطرية.. ولا عندما ضخت إمارة قطر.. دولة الكرم والعطاء.. استثمارات بعدة ملايين من الدولارات فى مستشفى «حداسة» داخل إسرائيل!
ولم يوجه القرضاوى سؤالا لحاكم قطر من فوق المنبر عن سر الزيارات التى يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلى لقطر.. ولا عن دور الشيخ حمد بن جاسم فى التعاون الإلكترونى الجديد مع إسرائيل، وتصريحه الشهير الذى قال فيه «إن على الدول العربية أن تعترف الآن بواقع جديد يتعين أخذه فى الاعتبار عند التفاوض على تسوية نهائية للصراع مع إسرائيل».
إمارة قطر.. وفق الفقه القرضاوي.. هى الدولة التى تطبق قواعد الإسلام.. وتسير على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام وهى الدولة التى يحارب جيشها ويستشهد مئات الآلاف من جنودها فى حروبهم ضد إسرائيل.. والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى الذى ينتمى لأمة الإسلام.. أما مصر.. التى كان القرضاوى يحمل جنسيتها.. فهى دولة كافرة.. لا تؤمن بشرعية محمد مرسي.. وترفض الديمقراطية.. ولا تطبق حقوق الإنسان.. وتطارد المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع.. ولا يكف القرضاوى أسبوعا واحدا عن شن الهجوم الغاشم على القيادات التى جاءت بها الإرادة الشعبية.. ويتهمها بالكفر.. وعدم اتباع سنن الإسلام.. ويصف رفض الشعب المصرى للجواسيس الذين سرقوا ثورة 25 يناير 2011.. بأنه رفض للإسلام والشريعة!
ومعنى الكلام.. أن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فى قطر وبث محطة فضائية تتسم بالكذب والفجور للهجوم على مصر.. هو تطبيق للإسلام وتطبيق للشريعة.
العجيب فى الموضوع أنه فى الوقت الذى يعلن فيه القرضاوى أن لعبة كرة القدم.. لعبة غير شرعية.. ولا تدخل ضمن الألعاب الشرعية التى تقتصر على المبارزة والفروسية.. نجد أن حكام قطر يتسابقون ويقدمون الرشاوى ويقيمون الاستادات الرياضية التى تتكلف مليارات الدولارات من أموال المسلمين.. من أجل إقامة دورة الألعاب الأوليمبية فى الدوحة.. تمارس فيها الألعاب بالملابس غير الشرعية.
ولم نسمع أن القرضاوى خرج فى حوار لقناة الجزيرة يستنكر فيها دعوة قطر لإجراء مباريات دورة الألعاب الأوليمبية على أراضيها.. أو أنه خرج على المصلين فى كل يوم جمعة يتهم الشعب القطرى بمحاربة الإسلام!!
يا شيخ قرضاوي.. “اختشي”.. فسوف يأتى يوم أقرب مما تتصور.. توضع فيه داخل قفص أشبه بقفص مرسى فى دولة جديدة اسمها